القائمة الرئيسية

الصفحات

نحن الذين ..



نحن الذين غسلنا الالواح الخشبية في المسيد بالماء و حجر الصلصال و تركناه يجف في الشمس ليكتب عليه "الطالب" آيات نحفظها عن ظهر قلب و نحن لما نتجاوز خمس سنين ..

نحن الذين اصطدنا الفراشات و سحقنا أجنحتها الصغيرة على ذقوننا و عاناتنا نستبق العمر و نتمنى أن نكبر بسرعة و نكف عن كوننا صغارا ..

نحن الذين استعملنا الأقراص البلاستيكية عوض قطع النقود لنسرق بعضا من لحظات المتعة على آلات "البيار" ..

نحن الذين طفنا على الأزقة و الحواري نجمع الأسلاك النحاسية لبيعها بدراهم معدودات لأن أهلنا لا يعرفون شيئا اسمه "مصروف الجيب" ..

نحن الذين تربصنا بالسكارى لعلنا نغنم قنينات الشراب لبيعها لمول "قراعي للبيع" كي نتمكن من مشاهدة فيلم أو اثنين في مقهى البرتقال بحي الحرش ..

نحن الذين بنينا براكة بالقصب و الميكة و الكارطون للكلبة الحامل لتسكن فيها و تضع فيها جراءها ..

نحن الذين كنا نصنع العابنا بأيدينا لأن أهلنا لم يكونوا يشترون لنا العابا جاهزة من السوق .. و لم يكونوا يأخذوننا إلى فضاءات الألعاب التي لم تكن متوفرة أصلا ..

نحن الذين اصطدنا الضفادع و الجراد و حملناها في علب ورقية للأستاذ في حصة العلوم الطبيعية طمعا في نقطة أو نقطتين نرفع بها معدلاتنا في تلك المادة ..

نحن الذين سابقنا الريح حينما نخرج من مدارسنا مساءا لنلحق بحلقة الكابتن ماجد ..

نحن الذين كنا نفرح بجنون لمقدم فصل الخريف حيث يحل الظلام مبكرا في المساء و يسرحنا استاذ الحصة الأخيرة لانعدام الإنارة بأقسامنا الدراسية ..

نحن الذين قمنا بفك أسلاك الدفاتر و استخراج الأوراق التي لم تستعمل و جمعناها لتكوين دفتر أو دفترين و توفير ثمنها ..

نحن الذين كنا نتبادل الكتب الدراسية في الصباح والمساء لأننا لم نكن نملك ما يكفي من المال لشراء كل كتب المقرر ..

تعليقات