زمان، كان السكر كيتباع في خناشي د الخيش.. كل خنشة فيها 32 قالب من فئة 2 كيلو.. كانت الهدية المثالية في المناسبات العائلية.. و كانت عندها قيمة اعتبارية و رمزية كبيرة.. باش تدي خنشة د السكر مصاوبة بالقنبة ديالها، راه ماشي ساهلة ذاك الوقت..
هاد الخشنة كانت كلها منافع : من غير ديك ال 32 قالب د السكر اللي ممكن تغطي احتياجاتك من السكر لمدة طويلة، كنتي كتربح ديك القنبة اللي كانت مدورة عليها بشكل كيخليك تهز الخنشة بسهولة (غالبا خاص جوج د الناس يهزوها، حيث 64 كيلو ما ساهلاش).. ديك القنبة كنا كنستعملوها في العيد الكبير باش نربطو بيها الحولي.. كنا كنستعملوها كذلك في المطفية ولا البير باش نسقيو الماء بالدلو.. كانت كذلك كتستعمل كوسيلة للعقاب الجسدي إذا اقتضى الحال، و شحال كتولي مؤلمة ملي كتضرب بيها و هي فازكة..
الخنشة كتكون من واحد النوع د الخيط عجيب و فريد كيتسمى الخيش.. خيط بني اللون و خشن و عندو ميزة امتصاص الماء.. هاد الميزة هي اللي كتخلي الأسر المغربية كلها كانت كتستعمل الثوب ديال ديك الخنشة في تغليف الخابيات د الطين فين كيديرو الماء د الشرب.. دوك الخوابي كانوا هوما ثلاجات ذاك الوقت.. و غالبا كانت كتحط في مكان مظلل وسط الدار و كان الماء ديالها عذب و منعش، خاصة ملي كتشربو و كتشم معاه ريحة القطران اللي كايتطلا بيه فم الخابية، و بعض المرات حتى الغراف..
و باش قوالب السكر تكون مقادة في الخنشة، كانت كتجي عامرة بالتبن.. التبن اللي كيتعطى للبهايم و شحال كيجيهوم بنين بسبب داك التفرتيت د السكر.. و ايلا ما كانوا بهايم، كان داك التبن كيتستعمل كمنظف للبيت، خاصة وقت الشتاء.. كان كيتدار في الباب باش اللي جاء ما يوسخش الداخل د الدار بالغيس..
من غير هادشي كامل، كان واحد العنصر رابع كيجي في الخنشة، و هو دوك الخيوط اللي مديورين باش يتربطو بيهوم القوالب د السكر.. غالبا، حتى واحد ما كيستعملهوم.. وهادشي مزيان لينا حنا الدراري حيث كان بإمكاننا نستافدو منهم في بعض الألعاب، خصوصا الطرومبية..
إلى حدود نهاية الثمانينات، كانت هاد الخشنة متداولة، ولكن في بداية التسعينات بدات كتنقرض شوية بشوية.. دابا كنظن مازال كاينة غير في الأقاليم الصحراوية حسب ما أخبرني به بعض الأصدقاء..
الحاصول، كل زمان و ماليه.. كل وقت و تفاصيله..
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا و ليس أمرا، اترك تعليقك هنا..