القائمة الرئيسية

الصفحات

ذكريات التلفزة و البرامج الوثائقية المدبلجة

ذكريات التلفزة المغربية


 واحد الوقت، كانت الانتاجات التلفزية المحلية قليلة بزاف و محسوبة على رؤوس أصابع اليد الواحدة.. من غير النشرات الإخبارية، و بعض الروبورطاجات المناسباتية اللي كتدار تزامنا مع شي عيد وطني أو نشاط ملكي.. 

و من غير سهرة السبت الأسبوعية اللي كانت الأسر المغربية كلها كتسناها بفارغ الصبر، و اللي كنا كنضطرو نبقاو سهرانين حتال وقت متأخر باش نشوفو تيحيحيت ولا اودادن ولا شي حاجة فيها ريحة تشلحيت.. 

من غير برنامج العالم الرياضي اللي كان كيقدمو الثنائي زدوق و لحمر، و برنامج كمبيوتر سبعة اللي كانت كتقدمو فاطمة التواتي و اللي كان كيجيني مبهم آنذاك، و ربما ماشي غير أنا اللي كنت طفل، بل حتى واحد في الدار ما كان كيفهم علاش كيهضرو دوك الناس.. 

 من غير هاد البرامج اللي ذكرت، كانت التلفزة المغربية كتعمر المساحات الفارغة من شبكتها البرامجية بمجموعة من المواد الإعلامية اللي كانت كتجيبها من قنوات عالمية، غالبا ألمانية بالنسبة للوثائقيات، و فرنسية بالنسبة لبعض الأحداث الرياضية بحال بطولة رولان غاروس اللي كنت كنستمتع بمشاهدتها خلال أيام شهر ماي الحارة.. 

و بمناسبة الهضرة علر الحرارة، كنا كنتفرجو كذلك في بعض القنوات الاسبانية اللي كان البث ديالها كيتسلل مع موجات الحرارة و الصهد من جزر الكناري لعندنا.. ولكن دوك القنوات كانت كتجي و تمشي و البث ديالها ما مستقر، غير كتمرضك و صافي و تصدق متبع شي فيلم واخا ما فاهم فيه تا وزة، شوية كولشي كيمشي و ما يقبل ليك غير التشاش أولد عمي.. جيل الفيس بوك طبها ما عارف كاع ما معنى التشاش حيث غالبا معمرو شافو أصلا... 

 هاديك البرامج الأجنبية كانت مصدر معرفة و ثقافة عامة لا يقدر بثمن بالنسبة لينا نحن أولادالسبعينات و الثمانينات.. ما تنساوش يا أولاد اليوم أننا ذاك الوقت ما كان عندنا لا هواتف ذكية ولا انترنت ولا حواسيب مثبتة عليها موسوعات معرفية.. المصدر الوحيد للمعلومة عندنا آنذاك هو الورق، أي الكتاب أو المجلة أو الجريدة.. داكشي علاش كنا جيل كيقرى بزاف مقارنة مع جيل اليوم.. 

 باقي كنعقل فاش كيكون عندي شي بحث خاص نديرو حول موضوع ما، خاص ندور على صحابي كاملين في ايت ملول، ندق على كل واحد فيهم و نيولو واش عندو شي حاجة على التلوث البيئي مثلا ولا على شي موضوع غابر معندك عليه أدنى فكرة من غير العنوان ديالو.. فاش ما كتلقى والو عندهم، ما عندك غير تمشي تقلب في مكتبة اباعقيل ولا الأدب العربي و تسول اللي خدامين تما ربما يقدرو يعطيوك عنوان شي مؤلف كيهضر على الموضوع اللي باغي تدير فيه البحث.. 

 في بداية التسعينات، بنادم كبر و ولى عندو الحديد.. كان عمري 13 عام و كنت كنركب البيكالة من ايت ملول لانزكان، قاصد الخزانة البلدية و شاد الصف باش نمشي نقلب على الكتوبة تما.. و شحال من مرة كتكون قاني على شي كتاب لمدة أسابيع باش تقدر تاخذو و تقضي غرض منو، و في الأخير يا إما تلقاه مازال ما ردو اللي كان خذاه، ولا دخل و عاود خذاه شي واحد آخر.. كتضطر تأخذ شي كتاب آخر تقضي بيه، غير باش ما تسماش ضربتي الطريق و تمارة على والو.. 

 نرجع للبرامج المدبلجة اللي دويت عليها، و نقول أنها -من غير الكتوبة- كانت مصدر معلومات غني و رائع بالنسبة لينا.. كنت ما كنزكلش أي حلقة منها وقتما دازت في التلفزة.. كنجلس نتصنت و نتفرج فيها واخا تلفزتنا ذاك الوقت كانت غير ابيض و كحل، و البرنامج كيهضر على ألوان الطيف و كيفاش كيتكون قوس قزح في السماء.. ايوا تخيلوا نتوما الديكور كيفاش كان داير : طفل صغير كيسمع الناس كتهضر على حاجة و كيشوف قدامو حاجة ثانية لا علاقة.. 

 هادشي حتى هو كان ليه فضل كبير في تطوير مخيلة واعرة عند أطفال ذاك الزمن.. الحاجة اللي منقدروش نشوفوها و غير كنسمعو بيها، كنا كنخترعو ليها شكل خاص في الخيال ديالنا.. 

معندك ما تدير، مكره أخوك لا بطل..

تعليقات