خنشة السكر : موروث ثقافي في الطريق نحو الاندثار

 ما كانتش شي حاجة كتخلينا نحلمو ملي كنا صغار أكثر من التلفزيون.. ما كانش عندنا ألفين قناة متنوعة و خدامة على مدار الساعة كيما دابا، كانت قناة واحدة وهي التلفزة المغربية اللي كانت كتشد في القناة التاسعة.. كانت مدة البث قصيرة، كتبدا مع السادسة و كتسالي مع الحادية عشر ايلا..  ما كان كيهمنا منها سوى الرسوم المتحركة و شي مسلسل زوين ايلا كان عندنا الزهر و خلاونا تشوفوه.. 

التلفزة كانت كتخدم بالعبار و كيطفيوها بكري باش ما يخواش الباتري.. ايلا خوا، سير واحد يومين بينما يتشارجى و يجيبو عمي.. من أوائل الرسوم المتحركة اللي شفت و بقات راسخة في الذاكرة : الفهد الوردي، غرندايزر، طوم ساير.. بالنسبة للمسلسلات، اروع واحد كان كيعجبني هو ديال ستيف أوستين (الرجل الذي يساوي ثلاثة ملايير) و شحال كان كيعجبني نجيب ندير شي حاجة خارقة بحالو : كنجري و ندير ديك الموسيقى التصويرية غا بفمي، زعما راني ايلا درت هاكاك، راه كنجري بسرعة البرق بحالو.. كنحاول ننقز من الدروج ولا من فوق شي حيط.. المهم هو نحس براسي خارق واخا غير بلعاني.. 

واحد المسلسل حتى هو كان عزيز علي بزاف و خلا أثر كبير فيا، و هو ماك غايفر اللي كان فكاك الوحايل و كيعرف يدير كوووووولشي.. هاد المسلسل حبب ليا البريكولاج و خلاني نحب هاد المجال.. و فعلا، كنت انا هو التقني ديال الدرب و السباق إلى إكتشاف كل جديد في مجال التكنولوجيا.. كنت أول واحد كيعرف يقاد لانطير و يريكلي التلفزة، اول واحد كيشد قناة إم بي سي في ايت ملول.. اول واحد يعرف يخدم الفيديو و يسجل بيه، يركب البارابول ويقبط القنوات الفضائية و يضبطها.. غادي تقولو شد السلوكية شي شوية، و غادي نقول ليكم والله ما كذبت عليكم و اصدقاء الطفولة حاضرين يكذبوني ايلا فعلا كذبت.. 

الحاجة اللي ما كانتش كتسرط ليا في برامج التلفزة، و كنظن ماشي غير انا،  هي أسبوع الفرس.. خصوصا ملي كان كيجي فشي نهار اللي غايدوز شي مسلسل زوين كنتسناه منذ أسبوع، و يجي داك خونا المعلق رشيد شباك و يفرع لينا داكشي بالفرس بنخرابة و اللي راكبها الكولونيل منعرف شكون.. انا بالله و المقادير اش بيني وبين شي فروسية!! و المقودة هي ملي يتعطل و يطفيو ليك التلفزة و يقولو ليك نوض تنعس.. و كتزكل حلقة من مسلسل انتظرتها اسبوع اعيباد الله.. اسبووووووووووع.. و ماكاينش كيفاش تعاود تشوفها، ماشي بحال دابا في عصر يوتيوب و الهاتف المحمول.. من اجمل المسلسلات العربية اللي بقات راسخة في الذهن كذلك مسلسل "هو و هي" ديال احمد زكي و سعاد حسني، الوسية ديال احمد عبد العزيز و عبد الرحمن أبو زهرة.. مسلسل الازرق حتى هو كان من أروع ما شفت في بدايات ام بي سي.. 

التلفزة كتخلينا نحلمو كذلك من خلال الاشهارات اللي كانت كتدوز.. مازال كنتذكر إشهار الياغورت يوبلي ولا نوفا ولا دانون.. سنوات و انا كتشوف أطفال كياكلوه في التلفزة و سنوات و انا كنشوفو عند مول الحانوت، و العين بصيرة و اليد قصيرة.. مازال كنتذكر واحد النهار في 1985، أول مرة غادي نذوق دانون، عطاوني نص معلقة صغيرة، و من فرط ما عجبني و كنت مشتاق نذوقو، كنتذكر أنني ما سرطتهاش و خليتها في فمي داك نص نهار كامل.. حيث ايلا كليتها، ما نعرف شحال خاصني نتسنى عاوتاني قبل ما تجيني الفرصة مرة أخرى باش نذوقو.. و لدابا ملي كنشوف ولادي كان ما مسوقين للياغورت، كنتفكر هاد الموقف و كنقول : ايييييييه يا زمن..