القائمة الرئيسية

الصفحات

ذكريات بداية الانترنيت في المغرب



 ظهرت السيبيرات في ايت ملول في بداية الألفية الثانية و كانت قليلة و معروفة.. ثمن خدمة الربط بالانترنت في داك الوقت كان غالي بزاف من عند الشركة الموزعة، و هادشي انعكس على ثمن الساعة في السيبير.. كنعقل في السيبير فاش خدمت كنا بدينا بثلاثين درهم للساعة، كانت قاسحة في ذاك الوقت و رغم ذلك، كان الإقبال كبير من طرف الناس اللي كانت متشوقة لاكتشاف هاد العالم الجديد الغامض.. 

و فعلا، ذاك الوقت، كانت شي حاجة واعرة بزاف تكون عندك إمكانية التواصل مع أشخاص آخرين في مناطق نائية عبر العالم بشكل مباشر و آني (في البلاصة).. تكتب ليه مرحبا، و يجاوبك في البلاصة !! شخصيا، أول تجربة ديالي في التواصل مع أشخاص آخرين مكنعرفومش من قبل، كان عبر المراسلة بالبريد من خلال ركن التعارف اللي كان في مجلة العندليب، اللي كانت كتباع لينا في القسم بثلاثة دراهم.. اول مرة كتبت رسالة في حياتي لشي إنسان، كان في قسم الرابع ابتدائي و كانت الرسالة موجهة لواحد التلميذ في مؤسسة تعليمية في تارودانت.. كتبت الرسالة و درتها في جوا اصفر و درت ليها طابع بريدي شريتو من عند ابعقيل.. كانت أول مرة نذوق فيها اللصاق ديال التمبر و الجوا.. و ذاك المذاق شبعتو من بعد عبر المراسلة من خلال ركن التعارف اللي كان في مجلة ماجد، و مجلة العربي الصغير، ثم مجلة الموعد، سيدتي و بعد ذلك واحد المجلة فرنسية سميتها Bravo Girl.. ذاك الوقت كانت للمراسلة حلاوتها، كتكتب لإنسان مكنعرفوش، و انت كتشوف فديك الصورة.. طبعا، الأولوية كانت منذ الصغر للتيتيز، و كنظن هاد الميول طبيعي و مبرمج في الجينات ديال اي بوراس طبيعي، حيث كاين اللي كتكون القضية عندو في شكل.. ناري لوكان مازال عندي نسخ من دوك الرسائل تقراوها و تشوفو التعبير و الأسلوب و الأماني و الأحلام، آش جا ما يحبسكم من الضحك على خوكم.. و ملي كتكتب الرسالة، خاصك الجوا و التمبر، و ضروري ما تدير ديك اللعيبة ديال شكرا لساعي البريد، باش يدير معاك حتى هو المزيان و ما يعطلش عليك الرسائل ديالك ملي تجي..

كتسيفط الرسالة و سيييييييييييييير واحد شهر ولا شهرين انت وزهرك واش يجيك شي جواب ولا يضربك التران في ربعين ريال ديال الجوا و التنبر اللي خسرتي بلا جدوى.. كل مرة يدوز الفاكتور و يوقف في الدرب، تقول الله! صافي جا و جاب.. و شحال كتكون الحسرة و التحنسيرة خايبة ملي كيفرق الرسائل على عباد الله، و يكمل طريقو و يخلي ليك انت الريح.. 

هادشي كامل عاشو جيل Caramail و MSN و mIRC، و ما عاشوش جيل Whatsapp و Messenger.. ماعمرهوم غادي يعرفو حلاوة كتابة رسالة باليد في Papier ministre، و إرسالها عبر البريد.. بعض المرات، كنا كنرشو الورقة ديال الرسالة بشوية ديال الريحة، باش توصل و يشم الطرف الآخر شوية من ريحة الحباب.. و شحال من رسالة وصلات فيها شي بركة ديال العكر في إطار التعبير عن الأشواق و التوحش و داكشي..

هادشي كامل، طغات عليه التكنولوجيا و البورطابلات و الانترنت.. اللي كان بعيد قربوه، و اللي كان طويل قصروه.. اللي كان غايب جابوه، و اللي كان مخبي جبدوه، و حتى داكشي اللي كان مستور فضحوه.. 

كيبقى أوعر موقف هو ملي كيعيط ليك شي زبون ولا زبونة باش تشوف ليه مال البيسي تكوانسا، و ملي كنمشي كنلقاه وسط بحر من الفحشاء و المنكر، كتبدا خدام ب Alt+F4 لعل و عسى نحبس الهجوم ديال النوافذ الاشهارية، و غالبا ما عندك ما تسد، و حتى Ctrl+Alt+Sup مكتقضي والو، و ما كيكون قدامك غير تطفي البيسي و تعاود تشعلو.. هادشي كامل خاص نديرو بلا ما نشوف في الكليان و بلا ما نهضر معاه تفاديا لأي إحراج.. و الطولانطي في الكليان هو اللي كتعطيه بلاصة يخدم فيها، غير كتدوز ربع ساعة، كينوض يبدل المكان و يقول لك : هاد البوسط ثقيل.. و ملي كتمشي تشوف كتلقى الحاسوب كيطلب شرع الله من داكشي اللي دوزو عليه خونا.. واحد الفئة كانت كتدخل و غير كتلقى الأماكن المقنتة و المخبية عامرة، كيدور في البلاصة منين جاء، و يدير لك علامة بصبعو، معناها حتى نعاود نرجع.. هاد الفئة من الزبناء، كيعرفهوم الواحد مع المدة و كيعرف كيفاش يتعامل معاهم بطريقة لبقة، بلا ما يخسر خاطرهم.. ما عندك ما تدير، الروسيتة خاصها تدخل، و الفاتورة آخر الشهر لا ترحم.. 

طبعا، ما كانوش كاع الزبناء من هاد النوع، بل كانوا كيجيو عندي أساتذة باحثون و طلبة و صحفيون كثر، من بينهم اللي مشاو بعيد في مجال الصحافة و ولاو مفخرة لمدينة ايت ملول.. الحرفيين ديال إصلاح الهواتف هم كذلك كانوا من بين الزبناء ديالي في السيبير، و كنت كنعاونهم في البحث عن حلول لمشاكل هواتف عباد الله، ملي كان الهاتف بالهيبة ديالو و يصلح فقط للكلام و للرسائل النصية القصيرة فقط..


تعليقات