باش يجيب ليك بنادم دفتر الذكريات ديالو باش تكتب فيه، راه عندها دلالات و معاني عميقة.. هي بعدا اعتراف بك انك صديق مقرب عندو، و داير فيك ثقة.. هي كذلك فرصة باش تبقشش في داكشي اللي كتبوه كاع اللي سبقوك و كتبوا في داك الدفتر الغالي..
طبعا، أول حاجة كتقلب عليها منين كتشد داك الدفتر هي تدوز ليه السكانير بحثا عن مساهمات الجنس الآخر.. الدراري كيقلبوا على شنو كتبوا البنات، و العكس صحيح.. ذاك الوقت ما كان فايس بوك باش تقدر تعرف التوجهات و الميولات ديال الآخر.. كيفاش غادي تعرف مثلا شنو هو اللون المفضل عند فتيحة و لا الاكلة المفضلة عند بوشعيب؟ ولا كيفاش كيشوف الصداقة او كيفاش كيعتبر الحب.. خاص تمشي للمساهمة ديالو او ديالها فشي دفتر للذكريات و تقرا شنو كاتب(ة) تما.. و شحال كانت عبارة (الحب غرام و ليس حرام) مثيرة منين كا تلقى شي بنت كاتباها.. و غالبا البنات كيكتبو فقط الإسم الشخصي و معمرهوم كيكتبوا الكنية باش يحافظوا على شوية ديال الخصوصية و كذلك باش ما يدور الدفتر و يطيح في يد خوها ولا ولد فاميلتها و يجي يبركك بيها لدارهوم.. داكشي علاش دفتر الذكريات كانت عندو حساسية واعرة و كنتعاملو معاه بحال شي حاجة ممنوعة، ما خاصهاش تبان عندك.. شحال من واحد جاب لي الدفتر مخشي عند الكرش، بين لحمو و التريكو او التيشورت و مشدود بالسروال.. و منين يبغي يجبدو، كيشوف يمينا و شمالا لا يشوفو شي واحد.. البنات خلاص، ملي تبغي تعطيها الدفتر باش تكتب لك فيه، راه قضية حياة أو موت.. خاصك تبلاني سيمانة فين و كيفاش و إمتى.. و يحسن عوانها مسكينة مع المغامرة اللي غادي تدير باش تاخذ عندك الدفتر و تكتب فيه، فين غا تديرو، فين تخبيه، امتى تكتب فيه، شنو تكتب فيه..
الواعرة هي فاش كتكتاشف شي وحدة كاتبة شي حاجة مغرية باكتشاف شخصيتها، و كتلقاها دايرة حاجز سميك من الغموض و السرية على هويتها الحقيقية.. كتلقاها مثلا كاتبة في الإسم ع.ن. و سير انت تقاتل باش تعرف واش ع. هي الكنية ولا السمية.. و سير قلب على كل حرف ديال اشمن سمية.. ن؟؟؟ نادية؟ ولا نعيمة؟؟؟ شكون في نعيمات؟ كاينة بنت العسكري و كاينة بنت الخراز.. واه، زعما بنت الخراز يكون عندها هاد الأسلوب في الكتابة؟ موحااال واش كاع تعرف الليف من الزرواطة!!
هذا نموذج صغير من المونولوجات اللي كتدور في البال منين كتبقشش و تطيح في شي مساهمة و كتشم فيها ريحة الأمل.. الأمل فاش؟ في المصاحبة طبعا !! ذاك الزمان، ما كان تيليفون من غير ديال الدار، طبعا خاص تكون البنت انتحارية باش تكتب ليك تليفون دارهم!! ما كان ايميل و لا واتساب ولا حتى لعبة.. ايوا سير تواصل انت مع الجنون..
الكتابة في دفتر الذكريات عندها ضوابط و طقوس ضروري تحتارمها باش تكون هي هاديك.. واش يحسب ليك غير اجي و اكتب؟ ضروري من البطاقة التعريفية أولا اللي فيها السمية و الكنية و السن و البرج و اللون المفضل و الفريق المفضل ايلا كنت رياضي، و الاكلة المفضلة و الحكمة المفضلة، و كل حاجة مفضلة عندك تقدر تكون مثيرة و كا تبينك عندك شخصية و عميق و جذاب.. كتكتب و انت كتحلم ان الكلام اللي كتكتب يقدر يثير انتباه شي تيتيزة و تسول عليك مول الدفتر و تبدى حكاية ألف ليلة وليلة بيناتكم.. طبعا، هادشي ايلا ما صدق مول الدفتر نذل و ولد الحرام و دار شرع يديه ولا وضر الدرية في العنوان.. ردوا بالكم هادشي راه غير افتراضات في راسك و انت كتكتب و مازال ما كاين والو، و انت من دابا كتلقى راسك شبعتي سبان في صاحبك مول الدفتر.. شفتو الحرمان يا جيل الفايس بوك؟؟!
التصاور اللي كتلصق في دفتر الذكريات حتى هي مكون رئيسي في الهوية ديالو.. ممكن تكون صورة مغني مشهور مقطوعة من مجلة الموعد، ولا سيدتي، ولا صورة كوايري مقطوعة من جورنال المنتخب ولا لوبينيون.. ايلا كنتي مزوهر، تقدر تشري كاع شي كارط بوسطال و تلصقو لصاحبك تعبيرا عن مشاعر المحبة و داكشي.. كنتي حازق و معندك لا مجلات ولا كارط بوسطالات، كتهز شي قلم و ترسم لخونا شي تخربيقة، غالبا شي قلب مشكودر و وسط منو شي نشبة، تعبيرا عن الهاجس الأول ديال كاع شباب الوطن آنذاك.. داكشي علاش دفتر الذكريات ديما كتلقاه منفوخ و مزركش بالألوان..
الحاصول، دوزناها زاهية رغم كل شيء.. رغم الحرمان، رغم القهرة، رغم الحزقة.. كنا اكبر من ظروفنا.. كان عندنا أمل بريء في الحياة.. كان عندنا قابلية لتصديق اي شيء نسمعه او نراه جميلا، نتبناه و نجعله هدفا لحياتنا.. حياة غالبا ما تشهد انطلاقة متعثرة تجتمع لها من أسباب الفشل أكثر مما ينفلت من أسباب النجاح.. و رغم ذلك، ها حنا واقفين و غا نموتو واقفين.. و بخير..
إيلا قريتي المقال وعجبك، يمكن لك تبارطجيه مع أصحابك
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا و ليس أمرا، اترك تعليقك هنا..