القائمة الرئيسية

الصفحات

اكناري او الكرموص او الهندية : فاكهة الفقراء ومتعة اطفال الجيل الذهبي



 من بين التجارب الرائعة، اللذيذة و المريرة في نفس الوقت اللي كيدوز منها أي طفل في ايت ملول هي تجربته مع اكناري.. ديك الفاكهة البنينة اللي كانت متاحة لينا فاااااابور فاش كنا صغار.. كنهضر ليكم على بداية الثمانينات باش ما توضروش.. 

في ذاك الوقت، اكناري او الكرموص ما كانش كيتباع.. كان غير مشتت في جنبات البحاير و في بعض المناطق المهجورة.. خاص غير تصاوب بوقرون باش تحيد الكرموص الطايب و بالصحة والراحة، كول حتى تشبع، و رد البال لا يوقف عليك مول البحيرة و تصدق واكل ما كلا الطبل نهار العيد.. 

بوقرون حالو ساهل، القصب كان موجود، حيث كانوا صحاب البحاير كيدوروه على لملك ديالهوم بحال شي سور طبيعي.. المخير ديال القصب كان في البحاير اللي على طريق المزار، ولا في الواد.. كتلقى قصبة تبارك الله فيها جوج ميترو و أكثر.. و كنا بعالك صغار الطويل فينا فيه ميترو و شوية.. كنا كنميلو القصبة حتى تقاد مع الأرض و نهرسوها من التحت.. كنقشروها و نحيدو ليها الاوراق باش يبقى العود بوحدو.. من بعد، كنشقو الراس ديالها على ثلاثة ولا اربعة.. الموس كنا كنصاوبوه من الجالوق ديال بواطات السردين اللي كانوا غا مشتتين في كاع الزبالات فينما مشيتي.. باش نفرقو الصباع د بوقرون، كنا كنديرو عظم ديال شي كبالة (الذرة) و نربطو الصباع د القصبة بطرف ديال جلد شامبرير، اللي حتى هو نا موجود عند السيكليسات.. ايلا ما لقينا، كنا كنربطو داكشي بسلك، حتى هو قاضي غراض.. 

أحلى اكناري كليناه، كنا كنحيدوه من بحيرة ايت اومزال ولا بحيرة بومعزة ولا من شي بحاير في تمازارت جهة الواد، ولا في طريق سيدي ميمون.. داكشي كان طبيعي، بيو و يا سلام.. كنجمعو اكناري فشي خنشة ولا شي طارو د الصباغة، و نديوه للتيساع باش ما يحصلنا مول البحيرة، بهما نكونو خبينا الدوزان وسط القصب، ولا في جنب شي فرك د النبك باش ملي نحتاجوه نلقاوه تما.. 

غالبا، ديك البركة د اكناري اللي حيدنا كنا كنديوها حدا التيران د بوعدي، و تما كتبدا عملية التنقية اللي هي أصعب مرحلة، حيث فيها التكرفيص و لا بد نخرجو منها بأضرار جانبية.. في جنب تيران بوعدي، جهة القنت ديال بحيرة ايت امزال، كانت تما واحد الضسيسة نابت فيها شي كازو يا سلام.. في جنبها كنا كنقيو اكناري اللي جمعنا من الشوك، باستعمال جريد النخل ولا شي عشبة طويلة كنديرو منها شطابة.. ما كتسالي عملية إزالة الاشواك حتى نكونو تجذمنا كاملين.. وخلاص كنحيدو الشوك من اكناري و نهزوه فيدينا و حوايجنا.. 

اخيرا، و من بعد هاد تمارة كلها، أخيرا كتجي اللحظة اللي عليها داير الفيلم كامل.. لحظة الاستمتاع بأكل اكناري.. غالبا، واحد منا كنا كنعفيوه من مهمة التنظيف، ماشي حيث على راسو ريشة، ولكن حيث محتاجين واحد منا يديه يكونو نقيين باش يقشر لينا ماناكلو.. و رغم جميع الجهود و الاحتياطات، ضروري تاكل شوية د الشوك، و تبدا النهار كامل تحس بديك بنت الحرام د الشوكات في لسانك ولا شي قنت في الفم، لدرجة بعض المرات كتندم كاع على النهار فاش فكرتي تاكل فيها الباكور الهندي! ربما كاع من تما جات هاد العبارة الشهيرة اللي كتعبر على الكعية و طلوع الدم. المعاناة مع الشوك ما كتملش هنا، بل كتستمر النهار كامل.. و المصيبة الكبرى، هي فاش تجيب معاك المصيبة للدار، و يعيقو بيك انت مول الفعلة.. غير يقلبوك و يلقاو فيك ولا في حوايجك الشوك، ايوا اوليدي مانعاودش ليك حرارة الاحتفال اللي كيحتفلو بيك مالين الدار.. ها اللي يضرب بالسمطة، ها اللي يشير عليك بصندالة، ها اللي يقرص و يعاود.. و في بعض المرات، القضية تقدر توصل كاع للكي بمعلقة ولا موس، باش ما باقي تعاود تجيب الشوك للدار و تجدمهم معاك !! 

ولكن اوعر معاناة مع الشوك، كانت ديال واحد الدري كان معانا، كلى معانا شي بركة د اكناري، و اعزكم الله واقيلا فاش مشى يبول، دازت ليه شي شوكة لسميتو عليه.. و كرفصاتو تكرفيصة الكلاب حاشاكوم.. ما حيلتو ينعس، ما حيلتو يسكت، ما حيلتو يقولها لدارهم.. بقا مسكين حتال صافي عيا ما يصبر، هو يفيق بالليل كيبكي و قالها لمو.. داوه للهلال الأحمر معرفناش شنو دارو ليه تما.. المهم، شي سيمانة وهو غابر و ما بقاش كيخرج يلعب معانا.. ملي كاع برا و داكشي، كان كيخرج و يبقى حدا باب دارهم، حشمان مكيقدر يطلع فينا العين.. شحال قشبو عليه الدراري مسكين، واهلي على ما نساو ديك القصة و تفك من السخرية ديالهم.. 

المعاناة مع اكناري ما كتساليش هنا.. ايلا زغبك الله و كليتي أكثر من اللازم، كاينة معاناة أخرى اكفس كتسناك فاش تبغي تمشي لبيت لما.. و هي معاناة الأغلبية داز منها و جربها، و رغم ذلك كولشي كيضرب الطم و حتى واحد ما كينبهك و يقول ليك عنداك راه ايلا كثرتي من داكشي، يقدر يدير ليك اسميتو عليه.. والو، كيخليوك حتى تحصل و تجرب العصير و الحصير.. في هاد الصدد نيت، واحد من أصدقاء الطفولة كان تحصر و بقا شي يومين مسكين مكرفص، حتى عيا و قالها لجداه.. مقدرش يقولها لتا واحد من غيرها، باش تعرف المكانة ديال الجدات و المعزة و الحنان ديالهم عند الأطفال.. مسكينة، عطاتو معلقة صغيرة ديال الزيت شربها و قالت ليه صبر شوية و سير جرب، راه غايجيب الله التيسير.. والو، داكشي هو هو.. عطاتو معلقة كبيرة د الزيت.. والو.. غيكلي بدا.. شافت حتى عيات، و قالت ليه واخا تشرب قرعة اولدي ما غاتدير ليك والو، راك لحتي الضالة في كرشك و اللي عطا الله عطاه.. خرجات مسكينة للفرماصيان و  جابت ابرة ديال الحقن.. عيطات للدري، غير دخل للبيت ديال جداه، تلاحت عليه مو و واحد الجارة ديالهم و شدوه لجداه اللي عمرات الابرة بزيت صانكو و دارت ليه حقنة شرجية (توضيح الواضحات من المفضحات) و صاحبنا كيغوت لربي اللي خلقو.. عيا ما يتركل، والو كانو شادينو شدة العمى في الظلمة.. ما دازت عشرة دقايق، حتى فك الله وحايلو..


تعليقات